الحاج داود بن قاسم حواش رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين ورضي عن أصحابه الغر الميامين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فالسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ».
نقف بين أيديكم اليوم لنتكلم عن ذكرى علم شامخ من أعلام الأمة المزابية والإسلامية جمعاء، عن عالم ومجاهد ورجل صنديد، يضرب به المثل في قوة الشخصية ورباطة الجأش والثبات والصبر، إنه الحاج داود بن قاسم حواش رحمه الله تعالى.
ولد في مدينة غرداية عام 1904م، وحفظ القرآن الكريم قبل الثانية عشرة، وانضمَّ بذلك إلى حلقة إروان –حفَظَة القرآن، التحق بمعهد الشيخ حمو بن باحمد بابا وموسى أحد كبار تلاميذ القطب، فدرس علوم الشريعة، وحفظ المتون. وفي مدينة سطيف أخذ بعض الدروس عن العلاَّمة البشير الإبراهيمي.
وفي سنة 1945م، تسلَّم مسؤولية وكالة أوقاف المسجد العتيق بغرداية، وساهم رفقة إخوانه العزَّابة في بناء العديد من المساجد في أحياء غرداية المختلفة، منها: مسجد بابا السعد، ومسجد باعيسى وعلوان.
وللشيخ حضور في العمل الثوري، وعاش أحداث 8 ماي 1945م، فنجا من الموت بأعجوبة، وفتش بيته عدَّة مرَّات.
وله في مجال التربية والتعليم دور بارز، من ذلك: تنظيمه للمحاضر وفق متطلَّبات العصر، وإنشاء مدارس تابعة للمسجد، وتنظيمها، وكان له الفضل في إنشاء معهد عمِّي سعيد حتى الدراسات العليا للشريعة الإسلامية، إلى جانب النادي الثقافي والعلمي والرياضي.
وكان له حضور بارز في المجالس العامَّة بميزاب، ففي داره وقعت أوَّل جلسة لإحياء مجلس عمِّي سعيد بعد الاستقلال. فكان عضوا في: مجلس عمِّي سعيد، وهيأة توحيد المعارف، ولجنة الصلح سنة 1985م، ولجنة مساعدة الحجيج المزابيين بالحجاز، ولجنة تسيير دار الإباضيـين بفرنسا، والمجالس المؤقَّتة للصلح.
وافته المنية في 27 رمضان المعظم 1410هـ / 22 أفريل 1990م عن عمر يناهز ستا وثمانين سنة، ودفن بمقبرة الشيخ باعيسى وعلوان.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزق الأمة من يخلفه في جهاده ونضاله.
لا يوجد تعليقات