معا لاستغلال أمثل للعطلة المدرسية
دون مقدمات ... ولا شيء من البروتوكولات
نعم ... لقد أهلّت علينا العطلة بمدّة زمنية قد تصل إلى درجة التّخمة ...
فحتى لا نكون ممن أفرط أو فرّط ...فيجمل علينا إذا القيام بما يلي
فعملا بما جاء في حديث خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( اغتنم خمسا قبل خمس : ومنها .... فراغك قبل شغلك ..)) وفي حديث آخر (( نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس : الصّحّة والفراغ )) صدق رسول الله (ص)
في العطلة .... وكأنك كنت مسافرا إلى مكان بعيد ، فأردت أن تتوقف فترة من الزمن للاستراحة وللتّزوّد بالوقود ... حتى تكمل بقية السفر من غير مشقّة ولا مشاكل.
في العطلة ... عليك أن تفعل ما لم تكن تفعله أيام عملك ودراستك .
في العطلة ... ستكون أوقات جلوس الآباء مع الأبناء وفترة تقرّب الأبناء إلى الوالدين أكثر من ذي قبل.
في العطلة ... ستُنقص الأمّ من حدّتها على أبنائها على النوم المبكّر حتّى يتشبّعوا من حضن جدّاتهم وحنانهن وقصصهن ، ومن عَبَثِ أصابعهن الطّرية على خصلات شعر الرّأس .
في العطلة ... تكون هنالك إثارة عائلية ، حيث يكتشف الكلُّ الكلَّ ، فقد انشغل الجميع بالعمل ، وحانت اللحظات الحميمية التي ستجمعهم مرّة أخرى حول المائدة ودفء الكانون .
في العطلة ... سيُتاح لكم أيها الأبناء النّوم جيّدا ... فلا تكثروا منه حتى لا ينقلب نهاركم ليلا وليلكم نهار ، وحتى لا تتأثر أجسادكم وعقولكم فيصعب برمجتها من جديد عند العودة إلى صفوف الدّراسة.
في العطلة ... سيكون للهواية وقع جميل كما صوت نزول حبات المطر ، وتنتعش المطالعة ويحلو السّفر وتزهو زيارات الأقارب التي فيها من صلة الرحم ما يبلغنا رحمة ورضا الرّحمن.
فلا تضجروا أيها الآباء من فلذات أكبادكم وممن تُعوّلون عليهم الأمل الكبير عند كِبَرِهِمْ ، فسيكونون السّاعد الأيمن لكم ، وبهم ستبلغون ما لم تبلغوه بعلمكم ووقتكم وقوّتكم
وأنتن أيتها الأمّهات ... أعرف أنها مناسبة خصبة لبناء أسر جديدة ، فلا تكثرن من قطع الأزقة لشهود أعراس الغير فيما ليس فيه أي فائدة ... فقد تقرّب إليكن أبناؤكن الذين سيكونون غدا بإذن الله تعالى الخَلفَ الصّالح ومشعل الأمّة وقادتها بحسن تربيتكن ومرافقتكن لهم
فأحسنوا استثمار هذه الفرص وعلّموهم من الحرف ما يغنيهم عن السؤال ، عرّفوهم ببساتين وواحات قصورهم ... صلوا رحمهم بعمّتهم النخلة ، واحرصوا على تحبيب عمارة المسجد لهم وفي جميع الصلوات ،واغرسوا حب القرآن ومعاهدته في سويداء قلوبهم .
برمجوا لهم بعض الأوقات لمراجعة دروسهم وإنجاز واجباتهم خلال العطلة ... وليس في أيامها الأولى ... أو الأخيرة
احرصوا على أن تتركوا أيها الأولياء عند رحيلكم من الحياة الفانية إلى الحياة الباقية من يدعو لكم بالخير من الأولاد الصّالحين من صلبكم ومن غير صلبكم
فاللهم اجعلنا من ((الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )) الزمر 18
عن مسؤول النشاط المدرسي : عمارة مصطفى بن مسعود
لا يوجد تعليقات