أهمية الصحة النفسية في الوسط المدرسي
أهمية الصحة النفسية في الوسط المدرسي
لا شك أن للمدرسة أهمية كبيرة في تحقيق النمو النفسي المناسب للتلميذ والإسهام في تحقيق صحته النفسية لأن المدرسة تعتبر المؤسسة التربوية الثانية بعد الأسرة والتي ينتقل إليها الطفل وهو في السادسة من العمر حيث أصبح التعليم هدفاً اجتماعياً يقبل عليه الناس جميعاً بل يلح الآباء على توفيره لأبنائهم في ظل التقدم الاجتماعي والحضاري الذي يعيشه الإنسان المعاصر.
لذلك فإن المدرسة التي تستقبل الطفل في سن مبكرة نسبياً وتستمر في تربيته لسنوات طويلة من حياته لا بد أن تكون بيئة صالحة تساعد على تحقيق النمو النفسي السليم للطفل وأن تكون امتداداً للأسرة بكل ما فيها من إيجابيات وأن تحاول تصحيح الأخطاء التي ترتكبها الأسرة أحياناً بحق الأبناء.
في المدرسة يكتسب الطفل المعارف والمهارات والاتجاهات النفسية التي تسهم في تشكيل الجوانب الأساسية للشخصية وبقدر ما تكون هذه الجوانب متوازنة وتخدم عملية التكيف النفسي بقدر ما يكون الطفل أقدر على تحقيق الصحة النفسية في حياته الحاضرة والمستقبلية كما أن رسالة المدرسة الحديثة هي تحقيق هذه الأهداف.
وفي المدرسة تتحقق للتلاميذ فرص التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم ومع الراشدين من معلمين وإداريين وفنيين وكلما حققت عملية التفاعل الاجتماعي الأمن والطمأنينة للطفل كانت المدرسة قادرة على تحقيق قدر مناسب من الصحة النفسية لتلاميذها، وفي المدرسة أيضاً يدرس التلميذ مجموعة من المناهج ويقوم ببعض النشاطات اللاصفية ولا بد أن تكون هذه المناهج وتلك النشاطات مناسبة بحيث يتحقق للطفل إشباع حاجاته والتعبير عن ذاته بأشكال مختلفة سواء كان عن طريق الرسم أو الموسيقى أو الكتابة الإبداعية.
يلعب المدرس دوراً رائداً في تحقيق الصحة النفسية للتلاميذ بمقدار ما يملك من خصائص ومهارات عقلية وانفعالية وتدريسية تجعله قادراً على أن يلعب هذا الدور الهام وأن يكون قدوة صالحة لتلاميذه يبث فيهم الأمن والطمأنينة والثقة بالنفس وهذا يقتضي منه أن يتقبل التلاميذ ويحنو عليهم ويعاملهم معاملة تتسم بالعدالة قبل كل شيء وأن يكون ناصحاً ومرشداً ويتسع صدره لما يصدر عنهم من سلوك فج ينقصه النضج والخبرة.
ولذلك تعتبر المدرسة المؤسسة التربوية الاساسية التي تتولى تربية الطفل وتعليمه لسنوات طويلة وقد أخذت المدرسة في الوقت الحاضر جزءاً كبيراً من دور الأسرة في هذا المجال، بل هناك اعتراف ضمني وصريح من قبل الوالدين بكون المدرسة تمتلك حق التربية والتأديب لدرجة أن بعض الآباء قد أعفوا أنفسهم من مهمة العناية بتربية الأطفال وتحقيق نموهم النفسي معتقدين أن المدرسة هي المسؤولة عن هذا الدور.
من هذا المنطلق لا بد أن تبادر المدرسة إلى القيام بدورها التربوي والتعليمي على الوجه الأكمل ولا يتحقق ذلك إلا إن كان في كل مدرسة مكتب للخدمات النفسية يتولى دراسة حالة الأطفال ممن لديهم صعوبات في مجال الدراسة أو مجال التكيف الشخصي أو الاجتماعي وهذه الخدمات النفسية لا بد أن يقوم بها متخصص في مجال الإرشاد النفسي حتى يستطيع أن يؤدي عمله على أفضل ما يرام.
لا يوجد تعليقات