صرخة
هكذا كانت البداية تطور مستمر وتسارع في التكنولوجيا أصبح هذا العالم فجأة بين أيدينا، نرى تفاصيله، ونعيش أحداثه من خلال شاشاتنا الصغيرة، وأصبحت تلك الشاشات سجننا الكبير،
أصبحنا مدمنين، قليلي التفاعل، سطحيي الإدراك، فرحنا بسرعة وصولنا ولكننا لم نصل، أذهلتنا سرعة الاتصال ولم نتصل، اختزلنا مشاعرنا في رسالة، وأبوتنا في تغريدة، وأمومتنا في مقطع لا يتجاوز العشر ثواني، دعونا الطعام ليس لنأكله لكن لنأخذ له صورة، اجتمعنا لنفقد إحساسنا ببعضنا، واهتممنا بتسجيل اللحظات أكثر من أن نعيشها، سجلنا مواعيدنا تذكيرا بها لم نحضرها، أصبحت الكتب سهلة الحمل لكننا لم نعد نقرأ، اهتممنا بذاكرة أجهزتنا وأهملنا ذاكرتنا، لم نعد ننظر في أعين أبنائنا فبحثوا عن اخرين يشاركونهم يحدثونهم ويلعبون معهم، اصبحنا ملولين مشتتين منزعجين، نشكوا فقدان اللحظة وغياب الابتسامة وأصبحنا نردد اه يا زمن الأول................
علاقاتنا الاجتماعية ضعفت، وروابطنا الأسرية تلاشت ولم نعد نطيق الجلوس في العالم الحقيقي،
هكذا كانت البداية، وهل هذا يعني يجب أن تكون هكذا النهاية؟
نستطيع أن نصبح أفضل، ونعيش واقعا أجمل، نشعر فيه ببعضنا، نصل فيه أرحامنا، نساعد فيه المحتاج، وننشر المحبة بيننا، نتعلم كيف نربي أطفالنا، نعيش لحظتنا ونحتفظ بها للذكرى، نقوي روابطنا الأسرية التي هلكت، ونعيش بمشاعر حقيقية، نعطي كل شيء وقته، عائلاتنا، أطفالنا، أعمالنا، ولا ننسى أنفسنا، سنبدأ بداية جديدة وسنتصل ونصل
بتصرف الأستاذ داودي محمد
لا يوجد تعليقات