رسالة غير مباشرة
يولد الطفل و يحصل على إنعكاسات من تصرفات والديه ، فبمجرد ولادة الطفل ؛ يكيف الوالدان حركاته ، متى ينام و متى يستيقظ ، أين يذهب وأين لا يذهب ، هذا ممنوع وهذا غير ممنوع ، كل هذا يصور الحجم الحقيقي لمخاوف الوالدين و إنعكاسها في حياة الطفل ، الأباء والأمهات العقلاء يربون الخوف الحقيقي بدل من أن يربوا الخوف غير الحقيقي في أبنائهم “
" كم من حالات يربي فيها الأباء والأمهات أبناءهم على الخوف من أشياء يلزم أن يحبوها ؛ فتخويف الطفل بالطبيب ، أو بالحقنة ، إلى غير ذلك يسيء توجيه الطفل ، والتخويف من جهنم للأطفال خطأ جسيم يرتكبه المربون في التربية الدينية ، لأن الطفل يبني حياته الروحية على تخويف لا على محبة “
" والأباء الذين يمارسون العنف في تربية الأبناء ؛ يربون الخوف بطريقة تظهر في سن متأخرة ، فتجد إنسان في عمر ٣٠ سنة قد لا يعمل ما لم تهدده بالعقاب ؛ لأنه تربى على ذلك ، أما من تربى من طفولته على العمل و الإنتاج بدون تهديد ؛ تراه يسلك نفس الطريق بعد أن يكبر “
“ وتشاجر الأب و الأم أمام الأطفال يصيب الأطفال بالهلع ، فهم يشاهدون الوالدين ؛ موقع محبتهم في حالة شجار ، وعندما يشهد طفل صغير حالة موت يصاب بهلع شديد ، مثل هذه الحالات تستمر معهم بعد ذلك ؛ وتترك أثاراً عميقة في أنفسهم "
" ومن المخاوف ما ينتقل من الوالدين ل الأبناء ؛ فمخاوف الوالدين تنتقل الى الأطفال بالإيحاء اللاشعوري ، أو بالتقليد ، أو بالتأثير ، فإن الوالدين يحملان مسؤولية جسيمة في ذلك ؛ ويجب عليهم عدم إستعراض مخاوفهم أمام أبنائهم وبناتهم ، وبعدم محاولة نقلها لهم "
" كما أنهم يرتكبون خطأ كبيراً لو إستخفوا بمخاوف أطفالهم ، أو تحقيرها ، إن إعطاء الأطفال مشاعر الأمن و الإستقرار يتم عن طريق المحبة و التفاهم و المشاركة ، والتشجيع المتواصل “
“ إن معاملة الوالدين للأبناء عندما يخطئون تترك فيهم إنطباعات قوية ، إن الغفران عند الخطأ له قوة رائعة في تنمية الشخصية ؛ أكثر بكثير جداً من العقاب ، ولو أدرك الأباء والأمهات أن كل تصرفاتهم تصنع شخصية المستقبل لأبنائهم ؛ لأدركوا خطورة تعاملاتهم مع الأبناء "
“ لا بد لأساليب التربية أن تكون على أسس الصدق و الأمانة ، فإن الصدمات الناشئة عن الصدق و الأمانة ؛ تترك مخاوف حقيقية في الأبناء و البنات ، مخاوف من أشياء واقعة ، لا مخاوف وهمية من أشياء غير حقيقية “
لا يوجد تعليقات