الفروقات الفردية
يعج الكون من حولنا باختلافات كثيرة و متنوعة، و التي تعد من سنن الله عز و جل في خلقه و هي نعمة من نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، حيث تخلق هذه الاختلافات نوع من التوازن و التكامل بين الناس مما ينتج عنه تحديد وظائف الافراد و تبادل للمنافع و الخبرات في مجتمعنا، إذ انه مثلما خلق عز و جل القوي خلق الضعيف، فمنهم من يميل طبعه إلى العلم ، ومن يميل
به إلى المال ، والغني و الفقير و خلق الذكي و متوسط الذكاء و العبقري الى جانب ذوي القدرات الضعيفة و المتوسطة و العالية ,,,,
هذا ما يدفعنا للحديث عن ذوي القدرات المحدودة حيث يعانون من صعوبة في الفهم و تأخر في الاستيعاب بالمقارنة مع اقرانهم و زملائهم، لأنها تتطلب تغييرا جوهريا في طرائق التعليم، وأساليب التبليغ، وراحت تشكل عائقا لمسار التعلم،.
اذ يعرفها الباحثين بانها : الانحرافات الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة بين الاطفال الذين هم في عمر زمني واحد و يختلفون في سرعة التعلم و درجته .
واجبي كمعلمة: من الواجب علينا نحن كمعلمين الانتباه الى هذه الفئة من التلاميذ كونها تحتاج الى اهتمام و معاملة خاصة ، حتى يتمكنوا من مواكبة
زملائهم في القسم و العمل على تضييق الفجوة بينهم.
• اذ أنه و منذ البداية على المعلم ملاحظة تلاميذه جيدا و التدقيق مع بعض العناصر التي يظهر عليها بطئ في الفهم و قلة الاستيعاب
ـــ بعض مميزات ذوي القدرات المحدودة:
1 ـ كثرة الشرود
2 ـ الانطواء في الكثير من الأحيان
3 ـ قلة المشاركة أو انعدامها في القسم
4ـ يتميزون برداءة خطهم حيث يصعب قراءته و فهمه
5 ـ قلة التفاعل مع مختلف الأنشطة الصفية و اللاصفية
6 ـ صعوبة في الاندماج مع الزملاء و المحيط الدراسي
7 ـ ضعف النتائج التحصيلية
هذه بعض الصفات التي يتميز بها ذوي القدرات المحدودة أو الضعيفة و التي لا يمكن إغفالها أبدا إذا اجتمع البعض منها عند أي تلميذ، كما يمكننا أن نجد البعض منها عند تلميذ دون غيره و قد حاولت حصر أهمها و التي تكون بارزة و يمكن ملاحظتها من طرف أي معلم، اذ عليه ان يكون نبيها و دقيق الملاحظة
و أن لا يغفل عن بعض التصرفات التي قد تظهر بسيطة و لكنها عميقة و جد مهمة و تعبر عن ضعف أو نقص علينا أخذه بعين الاعتبار و العمل على معرفة أسبابه .
فهي فئة تحتاج متابعة خاصة و اهتمام أكثر بالمقارنة بغيرها كونها فئة وسطية لا تصنف ضمن المستوى الحسن و لا الجيد و لا الممتاز و لا حتى الضعيف، اذ هي تصارع بين موجتين و تنتظر طوق النجاة من المعلم ليأخذ بيدها لشاطئ الاهتمام و تحسين مستواها من خلال فهم حالتها و معرفة مواطن الضعف و أسبابها و كذا أسباب تطورها .
مع هذا النوع من الحالات تظهر لنا قدرات المعلم المتميز في اكتشاف هذه الحالة أولا ثم دراستها و ذلك طبعا بالرجوع للمختص النفسي ان استدى الامر ذلك و كذا بذل مجهودات شخصية في البحث عن الموضوع الى جانب اشراك الاولياء في هذه العملية كونهم يعتبرون سندا مهما للتلميذ و المعلم في ان واحد.
تأثير الفروقات الفردية على العملية التعليمية: من البديهي أن تؤثر هذه الفروقات الفردية على مسار التعليم سواء بالنسبة المتعلم أو للمعلم الذي يجد نفسه مضطرا لمسايرة مختلف المستويات و مراعاة الفروقات ، ، حيث انه و بصفة عامة ضعف القدرات يؤثر على سرعة استيعاب وإدراك المعلومات من طرف المتعلم، مما ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي لديه، فنلاحظ أن هناك من يحفظ سمعا بالتكرار على صوت عال، واخر يكتفي بالقراءة البصرية...، وتبرز هذه الفروقات بوضوح لدى الأفراد ذووا الامكانيات الضعيفة جدا، خصوصا الذين تظهر لديهم مشاكل في التفاعل مع البرنامج الدراسي ، ويحتاجون إلى الاهتمام و متابعة خاصة، ومربون واعون، وطرق خاصة في التعامل، إلا أن واقع المدرسة في الكثير من الاحيان لا يسمح بذلك بسبب الاكتظاظ و ضيق الوقت و عدم توفر الوسائل و غيرها ... ، مما يؤثر على التحصيل التعليمي الفردي والجماعي أو مستوى القسم بصفة عامة
ــ
كيفية التعامل مع ذوي القدرات المحدودة:
- بداية اهمية الاقتناع أولا بفكرة أن كل تلميذ قابل للتعلم اذا لم يكن يعاني من اعاقة ذهنية شاملة
2ـ على المعلم ألا يستخدم طريقة تدريس واحدة ، بل ينوع في طرق تقديم المعلومات للتلاميذ وأحياناً قد يحتاج إلى تقديم الفكرة نفسها بطرق مختلفة ، فبعضهم يستوعب أكثر عن طريق الأمثلة وآخرون عن طريق المناقشة و آخرون يتعلمون عن طريق الألعاب والألغاز -
3 - التوسط في شرح المفاهيم اللغوية بحيث يستطيع فهمها غالبية التلاميذ
4 ــ التعامل مع تلاميذه على أساس فردية المتعلم ، وأن كل تلميذ يشكل شخصية مستقلة لها ذاتيتها و ذلك قدر المستطاع طبعا
5 ــ وضع خطة لتحديد مدى اكتساب كل تلميذ لهذه المهارات ، وكذلك تنميتها
6 ــ استخدام مجموعة من الوسائط و الوسائل التعليمية المختلفة التي تخدم مختلف المستويات .
7. - استخدام الألعاب التربوية في العملية التعليمية -
8- تركيز النشاط اللغوي حول لعب الأدوار والأداء التمثيلي وأن يدور حول اهتمامات الطفل وقدراته في هذه المرحلة
9 ــ العمل قدر المستطاع على تركيز في المحسوسات من الأشياء ومن الممكن إن لزم الأمر تقديم المفاهيم المجردة البسيطة ، على أن يتم شرحها عن طريق الصور والنماذج
10- الحرص على تنظيم وتنشيط فترات العمل الجماعي، مما يخلق نوع من التوازن بين التلاميذ.
لذلك يتوجب علينا كمربين أخذ هذه الحالات بعين الاعتبار و الاهتمام بها بوجه خاص فكم من طالب لا يحول بينه وبين استيعاب الدرس والحصول على افضل النتائج ، الا تغيير طريقة الالقاء او
التمرين وحتى تغيير المكان و جلب انتباه، دون ان نغفل عن دور التحفيز و التشجيع الذي يكون له مفعول قوي في تحريك القدرات و تطويرها .
- صفية دربوشي
لا يوجد تعليقات