
فما ظنّكم بربّ العالمـــــين؟
سؤال موجه من الذات العليا " فَمَا ظَنَّكُمْ بِرَبِ الْعَالَمينَ " ماذا تعتقدون في ؟ وكيف ترونني؟ ماذا تعرفون عني ؟ سؤال ينبثق منه أكثر من سؤال، سؤال من رب العالمين وإذا سألك الله فلابد أن تجيب. لكن من تجيب؟ هل تجيب الله... الله لا يحتاج الى إجاباتك، الله علام الغيوب ، يعلم السر و ما يخفى ، السر قد يكون بينك وبين شخص آخر ، ولكن ما يخفى لا أحد يعلم به الا انت ورب الكون إذا سألك الله وهو يقصد أن تجيب نفسك وإذا إختبرك الله فلا أحد غيرك مقصود بمعرفة نتيجة الاختبار إلا أنت .
كم مرة تمنيت شيئا بشدة وانقطعت بينك و بينه السبل وطلبته من الله فحققه لك رغما عن كل قوانين الدنيا، كم مرة مرضت وشفاك ... كم مرة تعبت وأراحك كم مرة خفت وطمأنك كم مرة كان الله معك وكم مرة كنت مع ا الله.
مسلم أخرج في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله موسى عليه السلام في موقف عجيب، لما نتكلم عن نبي نتذكر قول الله تعالى على أنبياءه " أُولَئِكَ الذِيْنَ هَدَاهُمْ اللهُ فَهُدَاهُمُ افْتَدِه "، تخيل معنى موسى فر مع من ءامن معه من بطش فرعون العدو من خلفهم والبحر من أمامهم ، كل قوانين العالم تقول أنهم لن ينجوا ، قال أصحاب موسى " إِنَّا لَمَدْرَكُونَ " منتهى اليقين في الهلاك، كلمة المدركون جاءت مسبوقة بلام التوكيد وهذا يعنى إيمانهم التام باستحالة النجاة، قوانين الطبيعة تقول ذلك، الفيزياء تقول ذلك لا يمكن ان يسير الإنسان على الماء، ردة فعل موسى قائلا " كَلَا إِنَّ مَعِي رَبِي سَمَدِين "، وخذ على سبيل المثال أبو بكر يقول لرسول الله وهكا في الغار والمشركين يحاصرونهم من كل جانب: " يَا رَسُولَ اللهِ لَو نَظَرَ أَحَدَهُمْ إِلَى نَعْلَيْهِ لَرَآنَا " الرسول يرد عليه قائلا: " لَا تَحْزَنِ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ". موسی و محمد كلاهما استعملا " إنّ " أداة تفيد التوكيد بمعنى اليقين المطلق (بالله) بأن الله . سينجهم.
يمكن أن تقول أنهما أنبياء وضعهم وإيمانهم استثنائي فالله يقول في حديثه عن المشركين " وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ ظَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِ أَعْرَضتُم " ، و أنت أيها البشري ألم تمر بضائقة فدعوت الله من قلبك وكنت متيقن بالإجابته فأجاب لك.
عطاء الله على قدر حسن ظنك به فلو دعاه صالح وعاصي بنفس اليقين لأجاب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: " أَنَا عِندَ ظَنْ عَبْدِي بِي فَلْيَظُن بي مَا يَشَاء ". راجع حساباتك مع الله أجب نفسك عن سؤاله " فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبٍ الْعَالَمينَ ".
حرر يوم 29 شوال 1446هـ \ 28 أفريل 2025م
زيطاني أسماء بنت مصطفى
لا يوجد تعليقات