
جوهر البلاء -الجزء الأوّل-
يقول الله تعالى : "أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)"العنكبوت
هل تريد أن تحمل شهادة دخول الجنة بغير إمتحان؟ هذا تماما حال من يعترض على ابتلاءات الله، وكلمة إبتلاء تعني إختبار تثبت به قوة إيمانك والله وحده أعلم كيف سيكون اختبارك، منهم من يختَبر في ماله أو في صحته أو في ولده... نحن كلنا في امتحان واحد مدته مؤقتة غير معلومة بنماذج مختلفة ولا سبيل للنجاة إلا بتجاوزه فكن على استعداد لكل أنواعه شقاء ونعيم، حزن وسعادة فقدر الله ماض شئنا أم أبينا،فهمنا حكمته أم لم نفهمها. البلاء طريق للتوبة،يحي القلب و يميت الذنب و يطرد من النفس العجب و يدني العبد من الرب، فهو تجديد للشكر و تحرير للفكر، والبلاء كالمرض يعرِّفك قيمة الصحة و الصحبة، وبالمصيبة يتذكر الناس وينتبه الغافل ويتوب المقصر و يتعظ المُصِر. فهو محطة توقف للتزود من وقود الانسانية فلولاه لا فترست النفس الجشعة نوازع الرحمة واللطف. كن في الدنيا غریب أو عابر سبيل فالهناء و الشقاء فيها مؤقت كل شيء سيمر مهما كانت مصيبتك فقط اعلم أنها مقدرة مؤقتة مأجورة، فالمقدر نرضى به والمؤقت نصبر عليه والأجر نرجوه ونسعد به البلاء رسالة من الله لإحياءالقلوب وبرمجت العقول. رحيم قد تنوعت رحمته على عباده يرحمهم فيعطيهم ويوفقهم للشكر ثم يرحمهم ليبتليهم ليوفقهم للصبر و يجعل كل ذلك في الدنيا حسنات وفي الآخرة مغنما وعطاء. يحب الله عبده فيبتليه ليلقاه طاهر فعن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط"رواه الترمذي
مقتبس من فداء الدين و یاسر الحزیمی زيطاني أسماء بنت مصطفى
لا يوجد تعليقات