
الفن التصويري في القرآن
يدخل في فهم وتخيل المعاني القرآنية كل حيثيات وتفاصيل الُّلغة العربية الدَّسمة، لكي ترقى بالنفس البشرية إلى أعلى درجات الخيال .
فلو أخذنا مثالا عن تفاصيل قصة نوح عليه السلام في سورة القمر، بعد أن دعا نوح ربه مباشرة جاءت ف التعقيببية {ففتحنا السماء}. فعل الفتح يأتي لشئ مغلوق. أي كأنها حنفية تفتحوكذا من إعجاز القرآن التصويري، قال بماء منهمرِ. حرف ر يكتب تحت السطر ينزل إلى الأسفل. وكذا خفضتين ( كسرتين) أيضا إلى الأسفل دلالة على نزول االمااااااااء ، هذا الأخير الذي فيه مد في كل القراءات ،دلالة على عدم الانقطاع .
ثم سبحانه انتقل إلى وصف الجانب الأخر السفلي فقال ففجَّرنا الأرض عيوناً، ألف المد والتنوين المنصوب المنصوبتان إلى الأعلى. كأنه صنبور ماء تالف فتفجر كالبركان إلى الأعلى مع تفجر الشدة فوق الجيم، ثم سبحان الله تعالى في دقة اختيار حتى الحروف: إلتقى الماء
إلتقت الهمزة التى تخرج من أقصى الحلق من منطقة الأوتار الصوتية. مع القاف التي تخرج من أعلى منطقة وهي سقف الفم.أو ما يسمى باللهاه ، وجمع بينهما حرف. اللام الذي من معانيه التفريغ. فبربكم افتحو حنفياااات في الأعلى واجعاوا حنفيات من الأسفل تنفجر ثم انظروا كيف يصبح المكان ! وفي كل هذا سيدنا نوح ومن معه على، وركزوا على شكل رسم الألف المقصورة كأنها قارب مصنوع من الألواح. والدسر.
ألواح دلالة على تعب وكذا إتقان هذاالنبي الكريم في صنع السفينة فلم يحضر مجرد جذوع شجر ربطها. ودسر أي مسامير صنعها بنفسه وما يشد به الصنع فلم يترك الأمر للعبث والصدقة وهنا نسرح بالخيال: الماء يتلاطم من الأعلى والأسفل والسفينة بينهما فكم دامت المدة وكيف تنفس من فيها وهل تبللوا؟؟؟؟
لأنه في آية أخرى قال سبحانه." فلما طغا الماء " وكلما ذكر سبحانه فعل طغى مع لفظة الماء في قصة نوح تكتب ألف طويلة ولو كان بيدي لأطلت ألف طغا حتى كانت أطول من ألف ال. الماء كما فاتت في الواقع كل الجبال والهضاب. بل غمرت وطغت على كل كوكب الأرض حتى قمة افرست
ثم سبحانه ينهي المشهد ب " يا أرض ابلعي ماءك " كما نبلع الطعام فلا يبقى شيء في الفم ويغوص كله في الأحشاء والمعدة كما غاص في طبقات الأرض
" ويا سماء أقلعي" كما تنهر بنت غاضبة ثائرة فتتوقف في حينها
"واستوت على الجودي" بعد تمايل وتلاطم ، الله أعلم كم دام ، لكنه بضخامة المشهد الذي كان بحسابات الكرة الأرضية برمتها. لم يكن زمنا قصيرا .
وفي الأخير لا أجد ما أقول إلا قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
لا يوجد تعليقات