أول نوفمبر: شعلة الحرية وبداية الاستقلال
في أول نوفمبر 1954، أضاءت شعلة الثورة الجزائرية التي كانت البداية الحقيقية لنضال طويل استمر لسبع سنوات ونصف، ضد الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من 130 عامًا. هذا التاريخ ليس مجرد ذكرى، بل هو رمز للعزيمة، للتضحيات الجسام وللإرادة القوية التي دفع بها الشعب الجزائري نحو الحرية.
كان أول نوفمبر يومًا محفورًا في قلوب الأحرار، حيث انطلقت فيه أول رصاصة إيذانًا بانطلاق ثورة التحرير. قرر أبناء الجزائر أن الكفاح المسلح هو الخيار الوحيد لانتزاع حقهم المسلوب، لتكون هذه الثورة الملهمة مصدر فخر واعتزاز لكل جزائري.
لم تكن ثورة نوفمبر مجرد حرب ضد الاستعمار، بل كانت صرخة للشرف، للكرامة، وللحرية. قادها رجال ونساء آمنوا بوطنهم، وضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحرير أرضهم. أولئك الأبطال الذين سطروا بدمائهم تاريخ الجزائر المستقلة، قدموا للعالم نموذجًا عن حب الوطن وعن القدرة على مواجهة أقوى المستعمرات بأبسط الوسائل.
واليوم، عندما يطل علينا أول نوفمبر، نجدد العهد على أننا لن ننسى تلك التضحيات. إنه يوم نستذكر فيه شهداءنا الأبرار، ونؤكد من جديد أن الجزائر الحرة المستقلة هي ثمرة نضالهم وتضحياتهم.
في هذا اليوم المجيد، نرفع رؤوسنا فخرًا ونقول: "لن ننساكم يا من ضحيتم من أجل أن نحيا بحرية". وعلينا كجزائريين أن نحافظ على إرثهم ونواصل العمل من أجل مستقبل أفضل، كما كانوا يحلمون.
أول نوفمبر 1954، ليس مجرد تاريخ، بل هو رمز خالد للشجاعة، للوحدة، وللإيمان بحتمية النصر.
يا شهرَ المجدِ يا نورَ الدُّجى
فيكَ أشرقتْ شمسُ الوطنِ واعتلى السَّنا
فيكَ صاحتِ الرصاصةُ الأولى، مُعلنةً
حكايةَ أمةٍ ترفضُ الهوانَ والأسى
نوفمبرُ المجيدُ، شهيدٌ يبتسمُ
وحرٌ يقاومُ حتى يَعلو العُلا
بدماءِ الأبطالِ كتبنا الحكايةَ
وجعلنا من حبِّ الجزائرِ مُنتهى
عَهدٌ علينا بأنْ نَصونَ الأمانةَ
ونحميها بصدقٍ كي تدومَ هَنا
بقلم الأستاذة : بربار.ش
لا يوجد تعليقات