من أقطاب الإصلاح بالمغرب الإسلامي الشيخ ابراهيم بن عمر بيوض
ولد الإمام ابراهيم بن عمر بيوض يوم 22 أفريل 1899 بالقرارة التي تبعد 130 كلم شرق مدينة غرداية، عرف بالنبوغ والذكاء منذ صباه وهو ما أهله لدراسة واستظهار القرآن وهو في ال 12 من عمره ليلتحق بعد ذلك بحلقة ايروان وهي هيئة دينية محلية.
وف عنفوان شبابه أصبح عضوابحلقة "العزابة" وهي هيئة دينية عليا تتخذ من المسجد مركزا لها تقوم بتسيير الشؤون الدينية والاجتماعية في البلد ولها يعود قرار الفصل في جميع شؤون الأهالي ولم يبرح كثيرا حتى عين على رأس هذه الهيئة العليا مسيرا ومرشدا لها.
في عام 1921 حصد مرض "التيفيسس" الكثير من مشايخ المنطقة وأبنائها وبقي الشيخ بيوض وحيدا على الساحة لتزداد مهمته ثقلا وهوفي مقتبل العمر واستطاع بفضل حنكته أن يفرض نفسه وانطلق مكدا دون ملل في انجازاته حيث أسس معهد الحياة للتعليم الثانوي سنة 1925 مركزا على الثقافة الاسلامية والعربية وبعض العلوم المعاصرة وأعطى لهذه الشعلة التربوية اسم معهد الشباب حيث كان شعاره الدين والخلق قبل الثقافة والعلم و"مصلحة الجماعة قبل مصلحة الفرد وبهذا المنطلق جاء مؤسسا لـ"جمعية الحياة" سنة 1937 التي دعمت النهضة العلمية والاصلاحية في وادي ميزاب ولا تزال تؤدي رسالتها في التربية والتعليم.وبسبب نشاطه الاصلاحي والوطني فرض عليه المستعمر الفرنسي الاقامة الجبرية في مسقط رأسه خلال الحرب العالمية الثانية من سنة 1940 الى سنة 1944 وفي الثالث جانفي من نفس السنة مباشرة بعد دفع الاقامة الجبرية قدم مطالب الأمة أمام لجنة الاصلاحات الاسلامية.
والى جانب ذلك شارك في وضع القانون الأساسي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 وفي نفس السنة افتتح بالمسجد الكبير بالقرارة درس الحديث من "فتح الباري شرح صحيح البخاري" ليختتمه خلال 14 سنة ثم شرع في شرح القرآن الكريم، ابتداء من سنة 1935 ليستمر فيه زهاء 50 عاما حيث اختتمه عام 1980 وأقيم له بالمناسبة حفل كبير.
وله في التفسير المسجل 1127 درسا وهو مخطط في 40 مجلدا طبع منها 07 أجزاء، وفي السبعينيات اعتمدت وزارة الشؤون الدينية فتواه بالجمع بين الرؤية والحساب الفلكي في اثبات المواسم الدينية وفي اعتبار ميقات الحجاج بالطائرة باعتبار المطار الذي ينزلون فيه بالحجاز.
ختمت أنفاسه الطيبة وحياته الحافلة بالجهاد على الساعة السادسة مساء الاربعاء 08 ربيع الأول 1401 الموافق 14 جانفي 1981 عن عمر يناهز 82 سنة أمضاها جلها في خدمة العلم وفي إفادة المجتمع الميزابي خاصة والغسلامي عامة، وشيع جثمانه في موكب ضخم حضره نخبة من مسؤولي الدولة، من بينهم خمسة وزراء، أصعد الله روحه في الصالحين وأسكنه فراديس الجنان.
لا يوجد تعليقات