خطواتي الأولى في المتوسطة
دائما ما تكون البداية هي الأصعب ، فبداية أيّ شيء تكون مرهقة وعسيرة تتطلب مجهودا خاصا ولكن بالنسبة إليَّ البداية هي بداية غدٍ أفضل و هي مجال مُتسّع لكل إنسان ليُسامح نفسه و يبدأ في بناء مستقبل زاهر لذا فقد كان أول يوم لي في المتوسطة مجرد بداية رائعة أحاول فيها تجنب الأخطاء السابقة ، فيا تُرى كيف كان اليوم الأول لي في المتوسطة ؟
بعد عطلة دامت 7 شهور بسبب تفشي وباء كوفيد 19 فتحت المدارس أبوابها فحلّ الموسم الدراسي الجديد و خلاله التحقت بالمتوسطة التّي تم بناءها حديثا ، لقد انتظرت هذا اليوم بكل شغف و أحسست أنني صرت أكبر و أستطيع الاعتماد على نفسي أكثر من أيّ وقت سابق ، و بحلول صبيحة الدّخول المدرسي الجديد استيقظت باكرة و كُلي حماس للذهاب إلى المتوسطة و برأسي عدة أسئلة تحيرني منها : كيف هي المتوسطة و ما الفرق بينها و بين الابتدائية ؟ و غيرها من الأسئلة و بمجرد وصولي إلى المتوسطة وجدت بالخارج مجموعة من التلميذات ، تقدمت قليلا و إذا بمدخل المتوسطة المؤدي إلى الساحة به الطاقم الإداري و هم يستقبلون التلاميذ و يوجهونهم كلٌ إلى قسمه حتى لا يقع اكتظاظا بالسّاحة و حتى يتعرف كل واحد على قسمه و طابقه الذّي سيدرس فيه هذه السنة كما كان هناك إجراءات وقائية صارمة للحدّ من ظاهرة تفشي وباء كورونا المستجد و منها : لبس الكمامة ، تعقيم اليدين ، التباعد الاجتماعي و غيرها من القواعد التّي تهم مصلحتنا و تقينا من الأوبئة المزمنة و لقد كان هذا بمثابة بُشرى و بداية موفقة بالنسبة لي فلقد أحببت هذا كثيرا و قد دام اطمئناني للمحبة التي استقبلوني بها و عبارات التّرحيب التّي مازالت تتردد في أذني و من خلال توجيهاتهم وصلت إلى قسمي فذُهلت للتصميم المعماري للحجرات الدراسية و كذا النّظافة التّي تعم المكان ، و بعد دقائق معدودة جاءت الأستاذات الواحدة تلو الأخرى فاستقبلننا بكلّ محبة حيث تعرفت عليهنّ و تعرّفن عليّ و من خلال الحوار الذي دار بيننا سُررت بهنّ ، كما كانت أستاذات المتوسطة لا ينطق لسانهنّ إلا بتشجيع و تحفيز مما جعلنا غير مترددات في أن نُجيب و نُشارك فخطؤنا عندهنّ كان فرصة لمحاولة أخرى و صوابنا عندهنّ كان محاولة لسؤال آخر لذا فقد أحببتهنّ و أحسست بأنني سوف أثابر للحصول على المراتب العُليا و عند انتهاء الحصة خرجت قاصدة منزلي حاملة معي ذكرى حلوة ليوم جميل و حب لمدرستي الجديدة .
برأيي متوسطة المنار مؤسسة علمية رائعة فهي مصدر الأمل و الطموح و مصدر النّجاح و التّوفيق و هي مؤسسة تشعرك بأنك تدرس بـحرية و بلا قيود و تشعرك بأنك طالب ناجح في حياتك لذا أنا أحب متوسطتي و أفتخر بها .
لا يوجد تعليقات