
هِممٌ نحو القِمم
.... فئة حسّاسة من مجتمعنا تحتاج منا المساعدة ،لكننا قليلا ما نعيرها الاهتمام، نستضيف في وقفتنا هذه مناسبة اليوم العالمي لذوي الهمم. تلك الطّائفة القليلة التي ابتلاها الله، اليوم نتشارك معهم هذه الذكرى، اصلاحًا لمجتمعنا تثمينًا لحضارتنا وتوسيعًا لمفاهيمنا تجاههم .... *المعاق* كلمة لا يحّبذها معظمهم فهي تبعثُ فيه الإحساس بالدُّونيّة والضّعف وتحطّم آماله في كونه إنسانًا طبيعيًّا.
علينا نحن البشر مساندةُ بعضنا البعض، وجمع الأيدي لنكون أمّة متعاونة كما قال فينا رسول الله صلى الله علية وسلم :"المسلمون كالجسد الواحد إذا اِشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " فما بالكم بهؤلاء !
هم فئة من البشر مثلنا لكن يعانون من إعاقة جسديّة ؛يد أو رجل أو حركة بطيئة أو تأخّر ذهنيّ أو صعوبة تعلّم أو حتّى ضعف و قصور في التّواصل مع العالم الخارجي...... أمّا نحن الذين أكرمنا الله بنعمة الصّحة و العافية جسدا و عقلا، نستهزئ بل ربما الواحد منّا يزدري أو يسخر... تلكم هي الإعاقة الفعليّة التي يعني منها مجتمعنا المعيق... نعم المعيق لهذه القامات و الهامات و المواهب فبدل أن نذلّل لهم الطّريق و نمدّ الأيدي يقف الكثيرون موقف المثبّط اللّاواثق .
فيا أُخيّ من أبناء آدم اِحمد الله أوّلا فأنت لا تعرف تاريخ صلاحيّة النّعم الجمّة التي اصطفاك اللّه بها؛ فإذا كنت ترى جمال الربيع، فهنالك من يُجاهد ليرى لمحة عن عالمه الذي يعيش فيه من سنين، وإذا كُنت تتذمّر من الذّهاب سيرا إلى مدرستك فتذكّر من يتصبّب عرقاً ليفلت يَدَهُ عن القضبان الحديديّ الدي يتشبّث به، وإن كنتَ تنبُذُ ضجيج السّيارات فهنالك من يتمنى أن يسمع صوت من حوله ممن يحبّهم و يعيش معهم حياته منذ ولادته .... ومن منا في هده الحياة لا يقابل هدا النوع من الأشخاص فهل ردود أفعالنا سليمة أم لا ؟ أَوَ لسنا مخيّرين؟ نعم هو كذلك لكن من ذا الذي سيختار لنفسه النّقص و الحاجة؟!
لقد آن الأوان لنصحّح نظرتنا نحوهم ، فالحياة مسرح كبير والكلّ من حقه الاستعراض كيف يشاء ،فكل شخص في هذه الحياة قد واجه تحدّيات وتناقضات ولا تحدّثني عن تنمّر ،فقد عاث المتنمّرون فيها فسادا....من أجلهم نحن هنا لنسمو معا فحياتنا قصيرة والطريق طويلة نستطيع بصبرهم و حِلمِهم الرّقي نحو الأفضل.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله : "ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج .." فسارعوا إلى مغفرة من ربّكم ونيل رضوانه فمساعدة المحتاجين بشكل عام صفّة لا يمتاز بها إلا المتقون الرّاضون بقضاء الله وقدره فهم يعرفون أنّ المقدار عند الله التّقوى وليس الأقوى.
**بقلم الطالبتين: بوراس سمية بنت حسن و الدّوادي مارية بنت
** مراجعة ومعالجة: أ شوية حليمة بنت محمد
لا يوجد تعليقات