
طامّة الأرض
لقد سخّر الله تعالى هذه الأرض موطِنا للإنسان فخلق كل شيء بقدر معلوم و خلق عليها كل أشكال الحياة فأبدع في رسم لوحة الطبيعة كلّ هذا من أجل أن يعيش الإنسان حياة هنيئة لكن، رغم كل هذا الفضل فإن الإنسان لم يتوانَ عن بث الفساد هنا و هناك فنرى الأرض تعاني من مشاكل عديدة فقد بدأت تفقد طابعها الفني. ففيم يتمثل هذا الفساد؟ و ما تفسير إقدام الإنسان على مثل هذه التصرفات؟
لقد تجلّت مظاهر الفساد على وجه الأرض بأشكال عدّة وجمّة، فما إن تَعبُر عَتَبَةَ باب بيتك حتى تُبصر أكوام النّفايات و القاذورات مرميّة على أطراف الطرقات متجمِّعة تنتظرُ هل من مُزيل؟ يبعدها من هناك، هذه الصورة نلحظها دائما و في كل مكان سواءً أكان بحرا أم برًا ....أمّا الغازاتُ و الأكاسيد المتراكمة الصّادرة عن عوادِمِ السَّيّارات و المصانع و الحرائق فقد أصبحت كيسا يخنُقُ الأرضَ و يرفعُ من حَرارتها فتنفجرُ البراكين و يذوبُ جليدُ القُطبين، أمَّا عن البحر فهو يئنُّ و يشكو من البواخر التي تمخُرُ عُببهُ تاركةً خلفها زيوت محركاتها، بالنسبة لكثير من الناس فإن البحر يعتبر مكبا لنفاياتهم و مخلفات مصانعهم غير مبالين بما سيحدث لكائنات الماء، الإنسان مخلوق عجيب حقًا يتسبب في هلاكه بنفسه و هلاك كل أشكال الحياة فتراه يسرع في التنمية و إنشاء المناطق الصناعية و غزو الأراضي الخضراء بالعمران ثم يتخبَّط و يقول ما الحلّ إزاء استشراء التّلوّث؟ هذا دليل على الجهل البيئي وقلّة روح المسؤوليّة أو ربما اِنعدامها تماما في بعض الأشخاص.
لذا علينا حلّ المشكل من جذوره، فعلى كل واحد منّا أن ينظّف حيّهُ و أن يُسهمَ في حماية الغابات و البحار. نحن نرى في حياتنا نماذج عن النّظافة و حبِّ البيئة نستطيع جلب تلك المناظر إلى بلدنا و لم لا ؟ فهذا ممكن، علينا فقط علاج بعض المشاكل و دليل هذا أنه خلال فترة الحجر الصحيّ الذي فرض نفسه على العالم بعد تفشي جائحة كرونا خلال سنة 2020 و بعد أن حُبس الناس في منازلهم و انعدمت حركة البحر و الجو تقريبا لُوحِظ بعض التّطور البيئي كضيق ثقب الأوزون و صفو مياه البحار حتّى أن هناك كاميرات رصدت الدلافين على مقربة من شواطئنا.
لذا لا وجود للمستحيل، فجميعنا نخطئ و الجاهل الحقيقيّ هو من لا يعي أخطاءه، فلنسعى لتصحيح هذه العيوب و ننعمَ نحن و الأرض و قاطنيها أجمعون بالحياة التي يشتهيها كل منّا.
لا يوجد تعليقات